تحتفل العوائل الخليجية من كل عام بليلة النصف من رمضان وهي عادات قديمة توارثها الأبناء من الأجداد وحتى الآن تقيمها العوائل الخليجية فهي من الليالي الجميلة حيث يشتري رب العائلة المكسرات وتحتوي على الفستق, البندق, الجوز, اللوز, والحلوى, والنخي, والسبال, والنقل ليدخل السرور إلى قلوب أهله وأطفاله ويوزع منه على الجيران على أن قرقيعان الطفل أو الطفلة ويجتمع أطفال المحلة أو الحارة كل شخص يحمل كيسا معلقا في رقبته فيذهبون إلى هذا البيت أو ذاك ويطرقون الأبواب في المنطقة وهم يقولون (قرقاعون.. قرقيعان.. كل سنة وكل عام.. اعطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. قرقيعان بيتكم الله يخلي وليدكم) أو يقولون (قرقيعان في سكتكم.. الله يخلي بنيتكم). ^_^
وفي الخليج يجتمع أطفال الحارة (الفريج) الواحد ويدورن في الحارة ويقولون امام البيت المنزل بصوت عالي مسموع (سلم ولدهم يا الله.. خلي لمه يا الله) ثم يقولون (عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام) فيطرب أهل البيت لهذا الصوت فيفتحون لهم الباب قائلين ادخلو وقرقعوا لولدنا (فلان) والطفل محمول على كتف أمه فيقولون (سلم ولدهم يا الله.. خله لأمه يا الله..) يرددونها عدة مرات بعد ذلك تقوم ربة البيت ودائما تكون الجدة أو الكبيرة بالسن تحمل القرقيعان المكون من الحلوى والمكسرات فتوزع عليهم كل في كيسه.
أما الآن نشاهد بعض العوائل الخليجية تعمل حفلا كبيرا لهذه الليلة (القرقيعان) في استراحاتها أو شاليهاتها أو مخيماتها وتجمع الكثير من العوائل وأطفالهم بعمل القرقيعان في مكان واحد وتدخله بعض المؤكلات الشعبية والحلويات اضافة إلى القرقيعان وكذلك تقوم بعض دور الرعاية الأطفال والجمعيات النسائية بعمل القرقيعان في أماكنها وتصنع كذلك صندوقا خيريا لمساعدة أطفال العالم المحتاجين واظهار هذه الليلة (القرقيعان) بصورة تليق مع مستوى الطفل واحساسه بالماضي القديم وتراثه وعاداته الجميلة الذي كان يتحلى بها أبناء الخليج سابقا .
ومع انو افتى الكثير من رجال الدين ببدعه الاحتفال بالقرقاعون إلا انها تعتبر من تراث الخليج ويصعب التخلص منها حيث انها خصصت للأطفال وبفرحتهم..واصبحت من التقاليد المتعارف عليها في الخليج.